السلامة والصحة المهنية فى المنشآت التعليمية
تمثل المؤسسات التعليمية بأنواعها ومرافقها المختلفة وبما يتوفر بها من أجهزة ومعدات ومعامل ثروة كبيرة للبلاد، فضلاً عن أنها تعد مكاناً لتجمعات أعداد كبيرة من الطلاب تمثل كل الشرائح العمرية، لذلك فإن الأمر يتطلب توفير ركائز الأمان والسلامة والراحة النفسية والصحية بها وتفعيل استخدامها للحفاظ على أمن وسلامة شاغليها، ويجب قيام المؤسسة بتوفير كافة متطلبات وأدوات السلامة من منطلق أن الحفاظ على أمن وسلامة وصحة الطلبة والعاملين قضية أساسية لها أهميتها ولا يمكن إغفالها عند بناء هذه المؤسسات أو اثناء عمليات الاستخدام، بجانب الاهتمام ببرامج السلامة وتأمين أدواتها والتدريب المستمر على تنفيذها حنى يكون لدى شاغليها المقدرة على اكتشاف مواطن الخطورة والاستعداد الكامل لمواجهة الطوارئ ودرء المخاطر عن فلذات أكبادنا لاقدر الله في الحالات الطارئة، ولضمان تحقيق هذا الهدف نضع بين أيدي إدارات المؤسسات التعليمية هذه الوثيقة التي تتضمن أهم اشتراطات السلامة الواجب تطبيقها بالمؤسسات التعليمية للاسترشاد بها في متابعة أمور السلامة بها، بما يضمن توفير بيئة تعليمية آمنة خالية من مسببات الحوادث للحفاظ على سلامة الطلبة والعاملين والزائرين والحفاظ على المؤسسة وما تحتويه من أجهزة ومعدات.
الرسالة والرؤية
تهيئة بيئة تعليمية آمنة خالية من المخاطر وفق معايير الجودة واشتراطات السلامة والصحة المهنية، والسعي لتأهيل كوادر بشرية على مستوى عالٍ من الكفاءة في إدارة الأزمات وحماية الأرواح والممتلكات و أن تكون البيئة التعليمية أنموذجاً مميزاً يحتذى به في مجالات السلامة والصحة المهنية بالمؤسسات التعليمية.
الأهداف
- يجب أن تكون مناسبة لطبيعة عمل المؤسسة التعليمية والأخطار المحتملة ببيئة العمل.
- يجب أن تتضمن الالتزام بالتحسن المستمر.
- يجب أن تتضمن الالتزام بتطبيق قوانين ولوائح وأنظمة السلامة.
- يجب أن تكون موثقة ومطبقة ومحافظ عليها.
- يجب أن تكون معلنة ومعروفة لكل الطلبة والعاملين حتى يتعرفوا على واجباتهم.
- أن يتم مراجعتها بصورة دورية للتأكد من أنها ما زالت مرتبطة ومناسبة للمؤسسة.
الغرض من الوثيقة
هو تحديد الإجراءات الواجب اتخاذها من قبل إدارة المؤسسة التعليمية وأن يكون ذلك التزاماً عملياً بكل بنودها، لضمان سلامة الطلبة والعاملين بها، والعمل نحو توفير الرقابة اللازمة لتحديد المخاطر التي قد تتعرض لها المؤسسة التعليمية والحفاظ على ظروف العمل الملائمة والقيام بجميع الأنشطة والأعمال بما يتفق مع اشتراطات السلامة والصحة المهنية.
المسئوليات:
تقع على المؤسسة التعليمية المسئولية المباشرة بشأن تشكيل لجنة للسلامة والصحة المهنية تقوم بمتابعة تطبيق كافة بنود هذه الوثيقة، والتأكد من أن جميع الطلبة والعاملين والمقاولين المتعاقدين لتنفيذ أعمال بها مدربين على أمور السلامة والقيام بتنفيذها بشكل صحيح، كما يقع على عاتق مدير المؤسسة التعليمية مراقبة أمور السلامة وإطلاع مسئولي السلامة بالوزارة بكافة التقارير ومحاضر اجتماعات لجنة السلامة بالمؤسسة والتي تعتبر مسئولة عن رفع تقارير دورية عن وضع السلامة بالمؤسسة وإطلاع مدير المؤسسة عن كافة المتطلبات اللازمة بهذا الشأن.
الرقابة والمتابعة الذاتية
تقوم لجنة السلامة والصحة المهنية بالمؤسسة التعليمية من خلال منسق السلامة بها بمراقبة ومتابعة كافة أمور السلامة والإبلاغ الفوري عن أوجه القصور وعرضها على اللجنة لاتخاذ القرارات المناسبة بشأنها.
مخاطر البيئة بالمؤسسات التعليمية
تتعدد المخاطر التي قد يتعرض لها الطلاب والعاملين في المؤسسات التعليمية، والتي يمكن تصنيفها طبقاً إلى نظم السلامة العالمية إلى: –
أولاً: المخاطر الفيزيائية
هي تلك المخاطر التي يتعرض لها الطلبة والعاملون نتيجة التعرض لمؤثرات غير ملائمة مثل الحرارة الزائدة أو الرطوبة أو البرودة الزائدة أو الإضاءة غير المناسبة أو الضوضاء والتي قد تؤدى إلى حدوث أضرار صحية مختلفة لهم، والتي قد تنجم عن عدم ملائمة البيئة بالقاعات الدراسية أو المختبرات أو ورش المجالات أو المباني الإدارية لعوامل الإضاءة، التهوية، الضوضاء، الحرارة، وذلك نتيجة لعدم تطبيق إجراءات السلامة والصحة المهنية عند إنشاء وتجهيزات المؤسسة، أو إغفال أعمال الصيانة الطارئة والوقائية بصفة مستمرة.
ثانياً: المخاطر الهندسية
مخاطر الكهرباء: تعتبر الكهرباء من أهم مصادر الطاقة والقوى المحركة وتستخدم في معظم أوجه الحياة ولكن على الرغم من الفوائد الكثيرة للكهرباء إلا إنها لها بعض المخاطر على الإنسان والمواد إذا لم يتم استخدامها حسب الأصول الفنية السليمة وحسب تعليمات السلامة الخاصة بها، حيث أن أي تهاون في اتخاذ احتياطات الآمان والسلامة الخاصة بالكهرباء قد يؤدى إلى حوادث جسيمة للأفراد وللمنشآت، وتتضمن المخاطر الناجمة عن التوصيلات الكهربائية وتشغيل الماكينات والآلات وأدوات العمل بالورش والمختبرات وغرف الكهرباء ولوحات الكهرباء الفرعية وأعمدة الإنارة … الخ.
المخاطر الإنشائية: وهي المخاطر التي قد يتعرض لها الطلبة ومستخدمي المؤسسات التعليمية نتيجة عدم تطبيق إجراءات السلامة والصحة المهنية أثناء عمليات تشييد المدارس مثل عدم توافر (المخارج – الممرات – سلالم الهروب – تجهيزات السلامة …. الخ)، أو اثناء قيام المقاولين بتنفيذ أعمال إضافية بالمؤسسات التعليمية.
المخاطر الميكانيكية: نتيجة تعرض الطلبة لمخاطر الآلات والمعدات بورش المجالات والمختبرات العملية نتيجة غياب إجراءات السلامة والصحة المهنية.
ثالثاً: المخاطر الكيميائية
ويندرج تحتها مخاطر المواد الكيميائية مثل السوائل والغازات والأدخنة والأبخرة والأتربة التي يواجها الطلبة والعاملين في المختبرات العلمية أثناء إجراء التجارب العملية وفي الورش الصناعية أثناء تشغيل ونقل وتداول وتخزين هذه المواد وعند التخلص منها.
رابعاً: مخاطر الحريق
قد تهدد الحرائق حياة الطلبة والعاملين والزائرين بالمؤسسات التعليمية للإصابات والوفيات في حال نشوب الحرائق بها، إضافة إلى ضياع وتلف الممتلكات نتيجة غياب اشتراطات السلامة عند تشييد المؤسسات التعليمية أو عدم تجهيزها بأجهزة إنذار ومكافحة الحرائق، أو غياب ثقافة السلامة وعدم التدريب على كيفية إدارة الأزمات ومكافحة الحرائق وتنفيذ خطط الإخلاء في الحالات الطارئة.
خامساً: المخاطر الصحية
وهي ما قد يصيب الطلبة والعاملين بالمؤسسات التعليمية من أمراض نتيجة وجود جراثيم أو ميكروبات تفرزها البيئة المحيطة بهم بسبب عدم توافر المرافق الصحية المناسبة كماً وكيفاً والتي تشمل مبردات المياه، خزانات المياه، دورات المياه، المقصف، أو نتيجة لتراكم النفايات بالبيئة التعليمية.
سادساً: المخاطر الشخصية (السلبية):
وهي ما يصيب الطلبة ومستخدمي المؤسسات التعليمية من أضرار نتيجة عدم الاكتراث بتطبيق إجراءات السلامة والصحة المهنية أو عدم الوعي بها نتيجة غياب برامج التوعية.